الجمعة 23 نيسان , 2021 04:36

محمد بن سلمان: حملة اعتقالات جديدة للأمراء

محمد بن سلمان

يواصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سياساته القمعية في الداخل بحق من يعتبره معارضًا له او ممن يؤيد الأمراء المعارضين له، في حرب شعواء على كل من يرى فيه منازعا له او قد يشكل عقبة امام وصوله الى كرسي الملك في مملكة آل سعود.

وبهذا الإطار، ذكرت مواقع سعودية وحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي ان ابن سلمان أمر بملاحقة واعتقال عدد من الأمراء السعوديين الموالين لولي العهد السابق المعتقل محمد بن نايف، ما يمكن وصفه بالحملة الجديدة لقمع أي صوت معارض داخل العائلة السعودية وإنهاء كل من يفكر بعودة منافسيه لا سيما ابن نايف الى السلطة، خاصة ان الاخير كان يوصف بأنه صاحب علاقات جيدة مع الاميركيين في زمن الرئيس الاسبق باراك اوباما حيث كان الرئيس الحالي جو بايدن يشغل منصب نائب الرئيس الاميركي.

كل ذلك يصب بخانة التوطئة والتمهيد لتتويج ابن سلمان ملكا على مملكة القمع بدون ان يفسح المجال بوجود أي صوت يعارض، فابن سلمان الطامح بشراهة نحو السلطة يريد ان يُخضع الجميع لرغباته في هذا المجال ولو كلفه ذلك المزيد من القمع والاعتقالات، وهو المعروف عنه مدى تعامله بقساوة في مختلف الملفات التي تتعلق بالشؤون السياسية الداخلية، فمجرد وضع صورة لابن نايف على شبكات التواصل الاجتماعي يشكل سببا لاعتقال عشرات الأمراء السعوديين من قبل قوات الأمن، بحسب ما أفاد حساب "معتقلي الرأي" على "تويتر".

وسبق أن كشفت صحيفة "التايمز البريطانية"، أن "محمد بن نايف تعرض للتعذيب والعزل في محبسه وسط الصحراء ما جعله لا يمشي إلا بعكاز"، ونقلت الصحيفة عن مصادرها ان "ولي العهد السابق (61 عاما) قضى 6 أشهر في حبس انفرادي، وخسر خلال تلك المدة أكثر من 38 كيلوغراما من وزنه، وبدا مصابا بجروح في قدميه بفعل تعرضه للتعذيب والعزل".

كما ان لابن سلمان سوابق باستخدام العنف المفرط في إسكات الأصوات المعارضة له، وخير مثال على ذلك إنهاء حياة الصحافي جمال خاشقجي داخل السفارة السعودية في تركيا ومن ثم إخفاء جثته بتذويبها ومحي أي أثر للرجل الذي تجرأ وعبّر عن رأيه المخالف لولي العهد السعودي، ولعل اعتقال عدد كبير من الأمراء ورجال الأعمال والدين والنشطاء بذرائع مختلفة والزج بهم في المعتقلات بدون محاكمات او عبر إجراء محاكمات صورية وإعدام الكثير منهم على رأسهم آية الله الشيخ الشهيد نمر باقر النمر، هو نموذج واضح لكيفية التعامل مع من يصنفهم ابن سلمان في خانة المعارضين.

حتى ان ولي العهد السعودي لا يتورع عن الانتقام من شخص ما لأسباب شخصية او بسبب كراهية وحقد فردي بدون أن يقيم أي اعتبار للتبعات السياسية والدبلوماسية المحتملة، وأبرز مثال على ذلك ما فعله مع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الدين الحريري عندما جلبه الى الرياض وأجبره على تقديم استقالته امام كاميرات التصوير في سابقة اعتبرت انتهاكا لكل اللياقات والاعراف السياسية والدبلوماسية بين الدول، فابن سلمان عامل الحريري الذي يحمل الجنسية السعودية بأنه من رعاياه الذي لا كرامة ولا رأي لهم امامه.

والحديث عن أسلوب ابن سلمان الفظ والعنفي يتجلى بأبشع صوره في ما يفعله منذ ست سنوات في العدوان الذي قرره وقاده على اليمن بدون وجه حق، على الرغم من ان لا نتائج عملية تحققت للسعودية جراء هذه الحرب التي تشن على الشعب اليمني، بل ان الأيام تثبت العكس وتزيد من خسائر مملكة آل سعود على مختلف الصعد وأبرز مثال على ذلك ما يجري من تطورات ميدانية وتقدم كبير للجيش اليمني واللجان الشعبية للسيطرة على كامل محافظة مأرب مع ما يحمله ذلك من تداعيات وتأكيد على فشل قوى العدوان وعلى رأسها السعودية والإمارات وبالتحديد فشل محمد بن سلمان ومن خلفه محمد بن زايد.


الكاتب: غرفة التحرير



دول ومناطق


روزنامة المحور