السبت 01 أيار , 2021 11:28

20 عامًا على غزو أفغانستان: أمريكا تنسحب مخلفة مئات الآلاف من الضحايا

بدأت القوات الأميركية بالانسحاب من أفغانستان، في خطوة تدريجية تستمر إلى ما قبل ذكرى هجمات 11 أيلول 2001، وذلك بعد 20 عاماً، على حربٍ بدأتها تحت مسمى "مكافحة الإرهاب الدولي"، والتي لم تتوانَ خلالها على ارتكاب أبشع المجازر، حيث خلّفت وراءها خسائر لا تُعوّض بعقدين آخرين.

بعد حرب هي الأطول في تاريخها، أدركت الولايات المتحدة انها لم تحقق شيئاً من قائمة أهدافها، التي كانت قد وضعتها قبيل اتخاذ قرار الغزو، توسعت مروحة الاستنزاف، لتشمل مختلف الأصعدة، فبالإضافة لخسائرها المالية التي قُدرت ب2 تريليون دولار، خسرت أكثر من 2300 من جنودها، فيما أصيب نحو 20660 جندياً بجراح أثناء القتال.

بالنسبة لأفغانستان، فقد عاشت عقدين من الزمن تدفع فاتورة حرب فُرضت عليها، لقد كان الحادث دموياً، قام المحافظون الجدد بتوظيفه، لإعادة رسم خرائط المنطقة ضمن مشروع يسمى "الشرق الأوسط الجديد".

حسب مصادر صحفية، فإن عدد القتلى في البلاد، يتراوح ما بين 1300 إلى 8000 مواطن أفغاني قُتلوا مباشرة بسبب القصف، فيما بلغ تعداد مَن قُتلوا بشكلٍ غير مباشر 50 ألف شخص.

وقُدّر عدد الوفيات التي كان من الممكن تجنبها، إلى 3 ملايين من بينهم حوالي 900 ألف طفل منهم أطفال دون الخامسة، في حين أحصى عضو مجلس البرلمان الأفغاني "رمضان بشار دوست" ما يزيد على مئة وخمسين ألف قتيل حتى سنة 2011.

وكانت واشنطن نفسها قد أعلنت عام 2018 عن قصفها لأفغانستان ب 6 آلاف قنبلة في ظرف 10 أشهر فقط، بينما أفادت تقارير أخرى إلى أن الولايات المتحدة قد استعملت آلاف الأطنان من القنابل في حربها هذه.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد قررت بدء التحقيقات حول الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها القوات الأميركية في أفغانستان خاصة بين عامي 2003 و2014، غير ان الرئيس دونالد ترامب، قال ان بلاده سوف ترد بقوة على محاولات إخضاع الأمريكيين أو حلفائهم للمحاكمة الجنائية. حيث فرضت الإدارة الأميركية قيودا على السفر وعقوبات أخرى على موظفي المحكمة، رغم ان أفغانستان عضو في المحكمة الجنائية الدولية بعكس واشنطن.

تزايد عدد القوات الأميركية تدريجياً طيلة السنوات الماضية، حيث وصل عددها سنة 2011 وحدها إلى مئة ألف جندي، بالإضافة على أربعين ألفاً من قوات "إيساف" التابعة للأمم المتحدة وقوات حلف "الناتو"، إلى ان تراجعت إلى ما يقارب 2500 جندي بعد الانسحاب الذي نفذته عام 2015.

مسؤول في حلف شمال الأطلسي صرّح ان: "الانسحاب سيكون عملية، منسقة ومدروسة، وستكون سلامة جنودنا أولوية قصوى في كل خطوة من العملية، وسنتخذ جميع التدابير اللازمة لتأمين سلامة طاقمنا".

من جهتها قالت نائب المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار إن عملية الانسحاب من أفغانستان مستمرة، مضيفةً ان: "وزير الدفاع لويد أوستن أمر بنشر مؤقت لقوات خاصة بغرض توفير حماية لعملية الانسحاب، في حين ستُقيّم القيادة المركزية الوسطى للجيش الأميركي عملية الانسحاب، وسيكون بإمكانها زيادة قوة الحماية وفق الحاجة لذلك".

ووسط تخوّف من هجمات متوقعة أثناء الانسحاب، شددت الخارجية الأميركية على ضرورة مغادرة الطاقم غير الأساسي من سفارتها في كابل، وقالت: "أمرت بأن يغادر موظفو الحكومة الأميركية -الذين يستطيعون أداء مهامهم في مكان آخر- سفارة الولايات المتحدة في كابل".

بايدن، يحاول تصوير اتخاذه لقرارالانسحاب على أنه تحكيم لمنطق الأولويات الاستراتيجية المستجدّة على ما عداها، غير أن المبرّرات التي يتوارى خلفها لن تنجح في التغطية على الخسائر التي أصابت عمق السياسية الأميركية التي اتبعتها منذ أحداث 11 أيلول، ليس فقط في أفغانستان، بل في العراق أيضاً.

انتهت الآن "أطول حرب خاضتها القوات الأميركية"، بتعبير الرئيس الأميركي نفسه، من دون أن يكون بوسعه أن يعلن الانتصار، أو أن يخفي الهزيمة.

وكانت الولايات المتحدة قد دخلت إلى أفغانستان عقب أحداث 11 أيلول في نيويورك، ولشرعنة الغزو، اتهمت حركة طالبان بالوقوف خلف الأحداث، خاصةً بعد رفض الحركة تسليم أسامة بن لادن، والذي اعتبرته واشنطن المسؤول الأوّل عن الهجمات.


مرفقات


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور